بسم الله الرحمن الرحيم
العنوان من وضعي (يحيى رضا جاد), والمقال لأستاذي الفاضل د. أبو بكر خليل. وأطرح هلعا للنقاش العلمي لأهميته الشديدة
أولا: ما يتعلق بالعلامة القرضاوي
يقول د. أبو بكر خليل:
بيان خطأ المجلس الأوربي للإفتاء في إباحته شرب المياه الغازية قليلة الكحول
بيان حرمة تناول " المشروبات الغازية " لاحتوائها على بعض المحرمات
==================================================
بسم الله الرحمن الرحيم
{ يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون } { المائدة : ۹۰ٍ}
صدق الله العظيم
الخمر: اسم عام جامع لكل مسكر ، و الإسكار هو كل ما يذهب بالعقل أو بعضه ، وهي كل ما يخمر العقل أي يستره ويمنعه الإدراك، لذا فالخمر والمسكر مترادفان بمعنى واحد ، و كل مسكر خمرة، وبهذا وردت الأحاديث الشر يفة ، و منها ما رواه الإمام أبو داود في " سننه " ، قال :
( ح٣٦٧۹ : حدثنا سليمان بن داود ومحمد بن عيسى في آخرين قالوا ثنا حماد يعني بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل مسكر خمر ، وكل مسكر حرام ، ومن مات وهو يشرب الخمر - يدمنها - لم يشربها في الآخرة " .
ح ٣٦٨۰ : حدثنا محمد بن رافع النيسابوري ثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني قال سمعت النعمان بن بشير يقول عن طاوس عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" كل مخمر خمر، وكل مسكر حرام ، ومن شرب مسكرا بخست صلاته أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيَه من طينة الخبال. قيل: وما طينة الخبال يا رسول الله؟ قال : صديد أهل النار، ومن سقاه صغيرا لا يعرف حلاله من حرامه كان حقا على الله أن يسقيَه من طينة الخبال ٣٦٨۰ . ). ( سنن أبي داود ج٣/ص٣۲٧ )
وحرمة الخمر من المعلوم من الدين بالضرورة ، ولا يجهل حكمها مسلم، حتى شاربوها الفساق يعلمون حرمتها، و لكنهما الشيطان و الهوى، و لم يجادل في تلك الحرمة مسلم إيمانه صادق.
***********************
لذا فوجئت، بل فزعت عندما علمت أن هناك من أباح تناول شراب يحتوي على قليل منها، و هوالكحول ، الاسم المستحدث للخمر، و لاعبرة بتغير أسماء المسميات ، وقد أخبر الرسول عليه الصلاة و السلام أنه سيكون من أمته من يشرب الخمر و يستحلها و يسميها بغير اسمها، و قد وقع ما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه و سلم- ليس من عامي بل من عالم، بل مجموعة من العلماء ، بل من " المجلس الأوربي للإفتاء و البحوث " ؟ ( واسم آخر: مشروب روحاني boisson spirituelle )
* ومن المعلوم شرعا أن الخمر محرم شربها على سبيل الإطلاق- فيما سوى حال الضرورة ( التي هي أقرب إلى الخيال )- ويستوي في تلك الحرمة القليل منها و الكثير ، لما رواه الإمام أبو داود و غيره :
( ح ٣٦٨۱: حدثنا قتيبة ثنا إسماعيل يعني بن جعفر عن داود بن بكر بن أبي الفرات عن محمد بن المنكدرعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أسكر كثيره فقليله حرام ". )
و هذا معلوم لعامة المسلمين ، بل فطرة فيهم إلا من جعل الله على قلبه غشاوة / و لكن المصيبة الكبيرة كانت في تلك " الفتوى " العجيبة بحلّ القليل منها في المشروبات ؟
و إليكم ما نشر عنها في موقع " إسلام أون لاين .نت "
۱ – (( تفاصيل الفتوى :
عنوان الفتوى : احتواء الكوكاكولا على نسبة من الكحول
تاريخ الإجابة : ٦/۲۰۰۵
نص السؤال :
تبيّن لنا أن المشروبات الغازية كافة مثل(كوكا كولا)تحوي على قدرمن الكحول،وفقًا لما نُشِرَفي دوريات علمية بالولايات المتحدة. ولما تنصّ عليه قوانين مراقبة الطعام والعقاقيرفي أمريكة في أنّ المشروب المحتوي على قدر يقل عن نصف بالمائة من الكحول لا يعدّ من المشروبات الكحولية، وأنّ الشركات المصنعة لهذه المشروبات غيرملزمة بإدراج مكونات المشروب ذي القدر القليل على العلبة أوالقارورة.
فهل يجوز لمسلم تناول هذه المشروبات إذا ثبت وجود هذا القدر القليل من الكحول في مكوناتها؟
نص الإجابة
بسم الله، والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد-
لقد ناقش المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في دورته الخامسة هذا الموضوع ، وقررالتالي :
هذه النسبة المشارإليها لو صحَّ وجودها، لاتؤثر ولاتُصيِّر الشراب أو الطعام إلى الحرمة، بل هو باق على الحِلّ، وذلك لمفهوم قوله صلى الله عليه وسلم:"ما أسكر كثيره فقليله حرام"، حديث صحيح أخرجه أبو داود والترمذي عن جابر بن عبد الله– رضي الله عنهما- والنسائي وابن ماجة عن عبد الله بن عمرو.
ومفهومه: ما لم يسكر كثيره فهو حلال، وهذه المشروبات لا تسكر مهما شرب منها الإنسان، لذا لا يجب أن توضع ضمن مكونات الشراب أو الطعام، إذ لا تأثير لعدم بيانها.
والله أعلم .)) . تمّت الفتوى .